"معرض "يوم الØرق
Exposition "Burning Day"
"معرض "يوم الØرق
متى
ابراهيم ماطوس.. بورتريه بالØروق
لإبراهيم ماطوس Øكايات ÙÙŠ الخشب. Øكايات لا نعثر ÙÙŠ اي منها الا على نهاية. نهاية Ùقط. ÙˆÙÙŠ تلك النهايات تبرز القسوة كما لو انها نيغاتي٠مÙعالَجٌ ليكون بهتانه مشعاً، مكرساً ونهائياً. نيغاتي٠عتيق مركّبٌ بنثارات صغيرة ويابسة كضمادات، لو Ù„Øمتَها ببعضها البعض، ستؤل٠صورة. او ببساطة، بورتريه. بورتريه بالØروق.
Øين يعبر الخشب بالØروق Ùإنه يكون ÙÙŠ منتص٠الطريق الى الموت. ÙˆØروق ماطوس تتجاوز طبيعتها وأصلها وعلاقتها الكيميائية بمصدرها. Ùهي البعد الثالث للمسطØ. والوسيط المثالي للدلالة على إشارات الموت ÙÙŠ الخشب ÙˆÙÙŠ الانسان: أكسدة الكربون ÙÙŠ الاول مقابل اØتراق الخلايا التدريجي ÙÙŠ الثاني. أيضاً، هي الÙتØØ© "الهلامية" التي بإمكان أشخاص Ù…Øددين Ùقط ملئها. أشخاص مجهولون، لا نعر٠عنهم شيئاً. صيغ إنسانية نستش٠Ùيها أثر السلطة، الموت، العن٠والعزلة. صيغ تمثل مانيÙستو كبير للØياة اليومية، لآثار التقلبات السياسية، لما ينبغي Ùعله كضرورة ولما يرÙÙ‰ من Øولهم.
هؤلاء ليسوا عشوائيين بالكامل. لكنهم يبدون بÙردانيتهم، الضعيÙØ© والعنيدة، كما لو انهم أتوا من Ø®Ù„Ù Ø§Ù„Ù…Ø³Ø·Ø ÙÙŠ Ù„Øظة ما، Ùانجذبت أجسادهم إلى ÙتØته المØروقة ولم ينتبهوا. لذلك بقوا مضبوطين ÙÙŠ نشاط تنÙّس او جوع سَكوت، او تÙØÙ‘Ùص امر ما او تعبير أسى، او إتكاء والظهر مدار Ù†Øونا. كما لو ان الخشب المستوعب النهائي لذاكرتهم. ذلك ان ملامØهم الجسمانية مجمدة عند تعبير ما، دهشة، او صرخة او استغراب، او خيبة او Øزن. وربما كل هذه السمات معاً. Ùيما العالم ممØÙˆ من Øولهم. بهذا المعنى، Ùإن لملامØهم المكثÙØ© وظيÙØ©. كونها Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù…Ù†Ø´ØºÙ„Ø© بذاكرتهم الشخصية وخلÙياتهم، او ما يقومون به للتو. ما يؤهلهم بقوة لأن يكتسبوا رمزية ما.
من هنا، تبدأ العلاقة بينهم وبين زائرهم. ÙÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†ØµØ§Øª اليهم، عبر التÙرس ÙÙŠ ملامØهم، والتنقل بصرياً ÙÙŠ هيئاتهم ووضعياتهم والاصطدام ببؤسهم، أمرا لا Ù…Ùر منه، ومدخلاً كذلك الى لغة ماطوس التشكيلية. هم بالنسبة لنا، على وشك ان ÙŠÙشوا سراً. سواء رأينا وجوههم ام لم نرها. على وشك ان ÙŠØتجوا او يجيبوا ولو على سؤال واØد على الأقل. ان يدØضوا انطباعاً خاطئ او يؤشروا على أسباب الألم الذي استولد Ùينا للتو ونØÙ† ننظر اليهم. الا ان كل ذلك لا ÙŠØدث. لأنهم لا يملكون الا النشاط الوØيد الذي يرتكبونه، النشاط الذي ضÙبÙطوا Ùيه. ذلك السلوك الÙردي والمينيمالي. كما لو انه ØرÙتهم الوØيدة، Ùطرتهم الاولى وأبديتهم الصغيرة. النشاط الذي لا نعر٠متى بدأ وأين سينتهي وإلام سيÙضي.
ذلك ان ما بين الخشب والØروق، علاقة مضطربة، ÙˆØدة غير ناجزة تماماً. ÙالØروق انØرا٠عن تجانس ما Ù…Ùترض، لكنها ÙÙŠ الوقت عينه، ليست خروجاً كاملا على طبيعة هذه المادة - الخشب - او شرطها. هي ببساطة، مرØلة من مراØÙ„ Ø£Ùولها. Øين يعتمدها ماطوس كطريقة للتنقيب ÙÙŠ الصورة، ثم يثبتها ÙÙŠ مرØلة ما، Ùإنه ÙŠÙظهّÙر Ùيها أيضاً تلك الوØدة الملتبسة مع Ù…Øيطها. التباس تجده أيضاً ÙÙŠ العلاقة ما بين كائن الشرق الاوسط عموماً ومØيطه الاجتماعي او الإيكولوجي او بيئته السياسية العامة.
وإذا كان هناك شيء ينجØون Ùعلا ÙÙŠ الإÙشاء به، Ùهو اللØظة التي رÙصÙدوا Ùيها. Ù„Øظة الشارع، او المدينة الكبيرة، اللØظة المنتَشلَة من ظر٠تاريخي ضخم او لقطة اجتماعية او "زووم إن" ÙÙŠ مشهد اØتجاج واسع. اللØظة التي تبدو كما لو ماطوس سØقها وبسطها كمعجونة بطيئة على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø®Ø´Ø¨ÙŠ. Ù„ØªØµØ¨Ø ÙÙŠ المØصلة Ù„Øظة متقاسَمة بين هؤلاء الأشخاص او الكائنات عموماً ÙÙŠ اللوØØ© ومØيطهم اللوني. المØيط الذي ÙŠÙترض به ان يكون مدينياً، مليئاً بالأصوات ونهماً، بيئة اجتماعية يتلاشى أثرها ÙÙŠ اي من اعمال ماطوس المعروضة. ما يكرّÙس عزلة تلك الكائنات، انÙعالها الأخير وقلقها الساÙر.غير ان هذه البيئة الاجتماعية الغائبة ÙÙŠ لوØات ماطوس، تعود لتظهر على شكل "Ùلاشات" دالّة ÙÙŠ عمليّ٠انتصار بلعيد وماهر قناوي، ضيÙÙŠ المعرض. ÙÙŠ عمل بلعيد، نتقÙÙ‰ صورة هذا المØيط الاجتماعي الذي له علاقة بكائنات ماطوس، كما لو أننا نتقÙÙ‰ صوتاً بعيداً لمشهد واØد Øاسم وكبير، عالي النبرة ومتهكم. Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ù‡Ù†Ø§ يتØول الى مادة هشة، ÙƒØياة سهلة التلÙØŒ تصور بالخيوط وترÙع من مستوى الترميز من خلال القناع والتعنيÙ. مادة لا تعÙيها الØروق أيضاً، التي تضي٠الى تشوهها المقصود صلابة ما. وتؤل٠ÙÙŠ آن ÙˆØدة Øكائية وأعمال ماطوس. أما قناوي، الآتي من الغراÙيتي، Ùينقل Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø§Ø±Ø¹ Ù†Ùسه الى المعرض. هو بالتالي يضعنا على تماس بصري مع تلك البيئة الاجتماعية لكائنات ماطوس، ويØيلنا بقÙزة واØدة على المكان الاول الذي استنسل منه ماطوس كائناته، مبدلاً وسائطه الأسمنتية بالخشب، ومشتغلاً كما بلعيد، ضمن رمزيات القناع والغياب/ المجهول، والمواجهة.
مازن معروÙ